وُجِدَ في طلبة العلم في هذه الأيام ـ كما قلت ـ من يطلق لسانه فيقول: إن الذهبي تالف في العقيدة!!. من يطلق لسانه فيقول: أن الإمام النووي مخرف لا يعوّل عليه!!. من يطلق لسانه فيقول: أن حجر الأشعري مؤول ضال!!. ابن حجر العسقلاني مؤول ضال؟ سبحان الله! أئمة الإسلام كيف تتجرؤن عليهم هذه الجرأة؟ ولا أعني أن العصمة لهؤلاء. فإذا ثبت الخطأ عن أحد منهم فليطرح ممن صدر. لكن ينبغي أن نتقي الله نحو القائل، فالقائل إن كامن من أئمة الهدي نلتمس له عذراً ونستغفر له، وأمره موكول إلي ربه، وأن كان من أئمة الضلال المعروفين بالهوي والزيغ، فلنا بعد ذلك معه موقف أخر، نقول إنه ضال. ولا داعي ـ كما قلت ـ للتكفير ولا الحكم علية بالخلود في نار الجحيم. أما إذا كان من أهل الهدي والرشاد والاستقامة والصلاح فلا يجوز أن نقول: إنه مبتدع، وإن كان القول الذي قال به بدعة.
إخوتي الكرام:
قبل أن انتقل إلي مبحث الحسنة. سأقرر هذا بمثالين (١) ليكونا تكملة لما سبق:
إخوتي الكرام:
الحلف بغير الله، والقسم بغير الله حرام عند جمهور أئمة الإسلام. لما ثبت في الصحيحين وفي الكتب السنن الأربعة باستثناء سنن أبي داود، من حديث ابن عمر وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت] . وهذا الذي قرره الإمام أبو حنيفة والشافعي والإمام مالك وأتباعهم علي هذا القول.
الإمام أحمد ـ رحمة الله ونور قبره ونضر وجهه، وجميعنا معه في جنات النعيم نع عباد الله المقربين ـ خالف في هذه المسألة، فهل يجوز لصعلوك في هذا الوقت ان يتهجم علي هذا الإمام المبارك؟
(١) - قلت: قول شيخنا: سأقرر هذا.. أي الذي سبق الكلام عليه من نقاط متعددة كالكلام علي أئمة الإسلام وغيرها من النقاط.