للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلي أن قال: واما قوله وفقه الله: أني كنت مسألة أجماع (١) فإنني إذا كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حزبه متبعاُ لسنته، ما أبالي من خالفني، ولا من خالف فيّ، وتركوها وعادوني من أجلها، لما أردت لها إلا لزوماً، ولا بها إلا ارتباطاً، إن وفقني الله لذلك، فإن الأمور كلها بيديه، وقلوب العباد بين أصبعيه.

وأما قوله ـ أي قول هذا الأخ الناصح ـ إن هذه المسألة مما لا تخفي، وهي أن من يحكم بكفره من أجل بدعته يخلد في النار، فقد صدق وبرّ، ما هي بحمد الله عندي خفيه، بل هي مُنْجَلَيَة. مُضٍيَّة، ولكن إن ظهر عنده بسعادته تصويب الكلام فيها تقليداً للشيخ أبي الفرج ـ أي ابن الجوزي ـ وأبن الزغاوني، فقد تيقنت تصويت السكوت عن الكلام فيها (٢) إتباعاً لسيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -، ومن هو حجة علي الخلق أجمعين، ثم لخلفائة الراشدين، وسائر الصحابة والأئمة المرضيين، لا أبالي من لا مني في إتباعهم، ولا من فارقني في وفاقهم، فأنا كما قال الشاعر:

أجد الملامة في هواك لذيذة ... حباً لذكرك فليلمني اللَوَمُ


(١) - يقول ابن قدامة لفخر الدين محمد بن الخضر بن تيمية: تقول لي إنني كنت محل إجماع، يعني جميع العلماء يقبلون قولي، وأنا لا يخالفني احد , فلما قلت إن من يحكم بكفرهم لبدعتهم لا يخلدون في النار خالفني من خالفني وما بقيت الكلمة مجمعة عليّ
(٢) - أي أنا متيقن أن السكوت هو الواجب