للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم بعد ذلك يقول له: ثم إن اتفق الكل علي تكفيرهم (١) فليس التخليد من لوازمة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أطلق التكفير في مواضع لا تخليد فيها ـ وذكر حديث [سباب المسلم فسوق وقتاله كفر] (٢) وغيره من الأحاديث كنا ذكرناها وبينا قول أهل السنة فيها ـ وقال أبو نصر التجزي، اختلف القائلون بتكفير القائل بخلق القرآن، فقال بعضهم: كفر ينقله من الملة وقال بعضهم كفر لا ينقل عن الملة، ثم أن الإمام أحمد الذي هو أشد الناسي علي أهل البدع قد كان يقول للمعتصم (٣) يا أمير المؤمنين، ويرى طاعة الخلفاء الداعين إلي القول بخلق القرآن. وصلاة الجُمع والأعياد خلفهم. ولو سمع الإمام أحمد من يقول هذا القول (٤) الذي لم برد عن النبي علية الصلاة والسلام. ولا عن أحد مثله لأنكره أشد الإنكار، فقد كان ينكر أقل منة هذا، ثم إن علمتم أنتم هذا أفيحل لي ولمثلي ممن لا يعلم صحة هذا القول أن يقول به؟ أما من قد أطلع علي الإسرار، وعلم ما يفعله الله علي جِلَيتِهِ فما أنكرت عليه، ولا يبقي له أن يأمرني أن لأقول بمقاله مع جهلي بما قد علمه.. الخ


(١) - أي هب أن جميع العلماء حكموا علي فاعل البدعة بالكفر ومن قال بدعة مكفرة كفروه ...
(٢) - قلت: تقدم الحديث صفحة ٩٠.
(٣) - الذي تبني بعد المأمون محنة الناس بخلق القرآن. وفي عهده ضرب الإمام أحمد فماذا كان يقول الإمام احمد لذلك الخليفة المبتدع.
(٤) - أي أن القائل بخلق القرآن كافر يخلد في النار.