فآثروا ما يبقى على ما يفنى من أحب دنياه أضر آخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فأثروا ما يبقى على ما يفنى إذاً لا يحب هذه الدنيا ولا يتعلق بها ولا يميل إليها، وهذا الحديث -إخوتي الكرام- كما قلت إسناده حسن وقد كان الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم أجمعين- يُحَذِّرون من جاء بعدهم من التابعين من الركون إلى الدنيا والانهماك فيها.
ففي مسند الإمام أحمد أيضاً، لحديث في صحيح ابن حبان، ستدرك الحاكم، عجم الطبراني الكبير، رواه بدل الإمام البزار في الرواية المتقدمة الإمام أبو داود الطيالسي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال للتابعين الذين جاءوا بعد الصحابة الطيبين فقال ما أبعد هديكم من هدى نبيكم -صلى الله عليه وسلم- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أزهد شيء في الدنيا وأنتم أحرص شيء عليها وهكذا قال العبد الصالح إبراهيم التيمي الذي توفي ٩٢ هـ وهو من أئمة التابعين ومن أهل الخير الطيبين وكان يقول إذا كان الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يدك منه أي لا يسارع إلى تكبيرة الإحرام يقول هذا العبد الصالح للتابعين الذين عاصرهم إن من قبلكم كانوا يفرون من الدنيا وهي مقبلة عليهم ولهم من المنزلة مالهم وأنتم تقبلون عليها وهي مدبرة عنكم وعندكم من الأحداث ما عندكم فقسموا أمركم من إلى أمر من سبقكم.