للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولها: قالوا إن هذا يدل على جوازه كتاب وسنة رسول عليه الصلاة والسلام والتعليلات العقلية، أما القرآن قالوا إن الله تعالى نص على جواز الذكر بالاسم المفرد بكلمة الله في كتابه فقال جل وعلا في سورة الأنعام {قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} والآية إخوتي الكرام في بدايتها {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشرٍ من شيءٍ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدىً للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباءكم قل الله} أي الله هو الذي أنزل ذلك الكتاب والكتب السماوية، قل الله أنزله، {قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} ليس {قل الله} أي أذكر الله بهذه الصيغة قل (الله، الله، الله، قهار، قهار، قهار) قل الله واستمع إلى الآية {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدىً للناس تجعلونه قراطيس} والقراطيس هي الصحف المفرقة وكان أهل الكتاب عليهم لعنات الكريم الوهاب يكتبون التوراة والإنجيل في صحف مفرقة ليظهروا ما أرادوا وليكتموا ما أرادوا، فإذا التي لم يوافق أهوائهم كتموا الصحيفة التي فيها هذا الأمر، ومن أجل هذا كره من أئمتنا تجزئة القرآن وأمروا بأن يطبع كاملاً ويتبع آخره أوله من أجل ألا نتشبه بأهل الكتاب الذين كانوا يقطعون كتبهم وإذا حصل هذا من باب التيسير على النشء فلا حرج، إنما من أجل ألا نتصف بهذه الصفة، كان أئمتنا يكرهون تجزئة القرآن، {تجعلونه قراطيس} تكتبونه على أوراق متفرقة فإذا أردتم أن تستدلوا بشيء لكم أخرجتم هذه الصحيفة، وإذا الشيء فيه حجة عليكم كتمتم تلك الصحيفة وقلتم هذه الصحف ليس فيها ذلك الكلام {تبدونها وتخفون كثيراً وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباءكم} من أنزل الكتاب؟ {قل الله ثم ذرهم في خوضهم يعلبون} أي الله أنزل مبدأ والخبر محذوف مقدر لا تخفي على أحد، وأئمتنا يقولون المحذوف إذا دل عليه مذكور كان في حكم الملفوظ {قل الله} .