وقد قرر نبينا صلى الله عليه وسلم هذا في أحاديثه الكثيرة ففي المسند والصحيحين والسنن الأربعة من حديث الخليفة الراشد الثاني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ مانوى فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه. إنما الأعمال صحةً وفساداً وقبولاً ورداً ثواباً وعقاباً بالنيات عملت الصالحات فلا تقبل إلا إذا كانت النية صالحة وإلا ترد عليك وتعاقب عليها ولذلك من هاجر ابتغاء وجه الله وطلباً لمحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام فأجره لن يضيع عند الله. ومن هاجر من أجل عرض دنيوي فعمل صالحاً لكنه أراد به غير الله أراد به تجارة أو زواجاً فهذا تاجر وذاك خاطب وليس له على هجرته ثواب عند الكريم الوهاب ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.
نعم إخوتي الكرام: لابد من إخلاص النية للرحمن في جميع ما نقوم به من أعمال في هذه الحياة ومن الذي يدعي هذا لنفسه إن أحسن الأعمال وأفضلها عند الله عز وجل العلم النافع الذي يهتدي به الإنسان في هذه الحياة وهذا العلم إذا فسدت نية الإنسان في تعلمه فشقاءًا ثم شقاءاً له.