القول الثاني: الصلاة ليست مشتقة من شيء لا بمعنى الدعاء ولا الاشتقاقات الأخرى إنما هي اسم علم على عبادة معروفة ذهب إلى هذا الإمام أبو نصر القشيري وتبعه عددٌ من أئمة الإسلام ووجه تعليل هذا القول – أنه لم ينحل زمان من شريعة فما من أمة إلا وأرسل الله فيها مزيداً وما خلا تشريعٌ لأمة من الأمم من الصلاة وعليه هذا اللفظ اسم لهذه العبادة التي فرضها الله جل وعلا على الأولين والآخرين على عبادة المكلفين صلاة فهي اسم علم مرتجلٍ غير مشتقة من شيء كلفظ الحجر والشجر وغير ذلك هذا البحث اللغوي بقسميه سواء كانت مشتقة أو اسم علم مرتجل ليست مشتقة من شيء ولا يعنينا كثيرا إنما يحس بنا أن نعرف أهل اللفظ من حيث اللغة.
أما المعنى الشرعي للصلاة بلا خلاف بين أئمتنا أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة فمفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليله التسليم هذه الصلاة إخوتي الكرام فريضة محكمة يكفر جاحدها. قرر الله وجوبها في آيات القرآن وقرر وجوبها نبينا عليه الصلاة والسلام في أحاديثه الصحيحة الحسان وأجمع على ذلك أئمة الإسلام فمن آيات القرآن التي تقرر وجوب الصلاة يقول الله جل وعلا في سورة البينة:"وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة" ومن ذلك قول الله جل وعلا في سورة النساء: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" فرضا مؤقتاً محدداً في أوقاتٍ يجب أن تفعل هذه الصلاة فيها إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ومن الآيات أيضاً قول الله جل وعلا في سورة هود: "أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين".