ما من عبد يلقى الله عز وجل إلا ذا ذنب إلا يجيى ابن زكريا فإن الله قال فيه وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ثم رفع النبى عليه الصلاة والسلام شيئا من الأرض قشة تبنة عودة صغيرة وقال ما كان معه إلا مثل هذه وفى رواية لم يكن معه إلا مثل هدبة الثوب يعنى طرف الثوب إذا تناه الإنسان ما كان معه إلا مثل هدبة الثوب الأثر كما قلت اختلف فى رفعه وفى وقفه وهل هو عن عبد الله ابن عمرو أو عن عمرو رضي الله عنهم أجمعين رجح كما قلت الإمام ابن كثير فى تفسيره الوقف عن عمرو ابن العاص وهكذا فى كتابه قصص الأنبياء صفحة خمسين وخمسمائة رجح الرواية الموقوفة عن عمرو فقال كونه موقوفا أصح من رفعه وهكذا فعل الإمام السيوطى فقال الرواية الموقوفة أصح إسنادا على كل حال مرفوعة أو موقوفة تشهد للرواية المتقدمة من رواية سيدنا أبى هريرة رضي الله عنه وأرضاه كما قلت إخوتى الكرام هناك روايات متعددة عن السلف من صحابة وتابعين فيها هذا المعنى رضي الله عنهم أجمعين انظروها فى تفسير الطبرى فى الجزء السادس صفحة سبع وسبعين وثلاثمائة وفى الدر المنثور فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وعشرين وفى زاد المسير فى الجزء الأول صفحة ثلاث وثمانين وثلاثمائة الإمام الألوسى رحمه الله رد هذا التفسير الثانى إلى القول الأول كيف هذا فقال على تقدير صحة الأثر فهو من باب التمثيل والإشارة إلى عدم انتفاعه بما عنده يعنى عنده مثل هدبة الثوب ما معه إلا مثل هذه أى لمجاهدته نفسه يعنى جاهد نفسه صار عضوه كأنه هدبة ثوب كأنه قشة ليس بعضو بشرى يشعر ويتحرك كما تقدم معنا فى أثر سيدنا عبادة ابن الصامت رضي الله عنه عندما مات صاحبه ولا سمع ولا بصر قال يخشى أن يحركه الشيطان فيتحرك فهذا الآن أماته ولا حركة فيه من صغره أما بالنسبة لعبادة رضي الله عنه تقدم معنا فى الموعظة الماضية ذاك لكبر سنه لا يقوم إلا ...