ويمكن أن يكون المراد يا أنجشة ارفق بالقوارير أى سقهن كما تسوق الإبل لو كان على ظهرها القوارير من الزجاج كيف لا تسرع بالسير من أجل ألا تتكسر القوارير ارفق أيضا بالنساء لما فيهن من ضعف وهنا كذاك سوقك بالقوارير فلما كانوا يسيرون وأنجشة يحدو قال برك لصفية جملها هذا الذى وضع عليه المتاع الخفيف هو جمل ثفال فى حجة الوداع برك وكانت من أحسنهن ظهرا لكن قدر الله على ظهرها ما قدر يعنى هو فى الأصل فيه نشاط لكن فى هذه السفرة وفى هذا الطريق تعب فبكت وهى تقول فبكيت قالت فجاء النبى صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده عليه صلوات الله وسلامه وجعلت تزداد بكاء وبكاؤها من أجل أنها ستأخر الركب ستأخر خير خلق الله عليه الصلاة والسلام عن السفر فلا يمكن أن يسير الصحابة ومعهم النبى عليه الصلاة والسلام ويتركوا أمنا صفية هذا لا يمكن على الإطلاق وبدأت تبكى يعنى أنها تتسبب الآن فى مشكلة للنبى عليه الصلاة والسلام لصحبه الكرام وقد ينظر الناس إليها بعد ذلك نظرة تشاؤم فبدأت تبكى والنبى عليه الصلاة والسلام يمسح دموعها المباركة وهى تزاد بكاء وهو ينهاها فلما أكثرت زبرها وانتهرها يعنى زجر لتقف عند حدها طيب قدر الله وما شاء فعل الجمل يعنى عطب وهلك ووقع طيب خلص لا داعى لكثرة البكاء ونحصل غيره إن شاء الله قال وأمر النبى صلى الله عليه وسلم الناس بالنزول فنزلوا ولم يكن يريد أن ينزلوا إنما نزلوا من أجل جمل صفية رضى الله عنها وأرضاها فنزلوا وكان يومى وهذه الليلة هى ليلة صفية بالنسبة للسفر لا يوجد قسم فى ليل أو فى نهار إنما القسم يكون للزوجة عند النزول يعنى صاحبة الليلة عندما ينزل المسافر ليستريح..