ويشهد لهذه الرواية لرواية أبى سعيد حديث أبى هريرة المتقدم فهو فى صحيح البخارى ولفظ هذا الحديث من رواية أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وأرضاه قال افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عند النبى صلى الله عليه وسلم هؤلاء يقولون مهنتنا أعلى وهؤلاء يقولون مهنتنا أعلى وهؤلاء يقولون نحن نكتسب يعنى صفات حميدة من هذه الحيوانات التى يعنى نرعاها وهؤلاء يقولون نحن نكتسب صفات حميدة من الحيوانات التى نرعاها افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عند النبى صلى الله عليه وسلم فقال النبى صلى الله عليه وسلم بعث موسى وهو يرعى غنما على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه وبعثت وأنا أرعى غنما لأهلى بجياد ويقال أجياد وهى جمع جيد وهو العنق ويسمى به جبل معروف فى مكة وجهة منها أجياد جياد بغير ألف أو بالألف أجياد جياد كما قال الخزرجى فى مراصد الاطلاع لأسماء الأمكنة والبقاع فى الجزء الأول صفحة ثلاث وثلاثين بعث موسى على نبيناو عليه صلوات الله وسلامه وهو يرعى غنما وبعثت وأنا أرعى غنما لأهلى بجياد لا يصح أن يتعلق بهذا الحديث أهل القول الثانى إبراهيم الحربى ومن معه من أنه كان يرعاها لأهله بجياد وبمكان يسمى قراريط وما كان يأخذ أجرة لأنه فسر المكان هنا وأنه كان يرعاها لأهله ما كان يرعى بالأجرة لا يصح التعلق بذلك كما قال أئمتنا لأن الأهل هنا إذا أريد بهم حقيقة الأهل فهم القرابات الذين ينتمى إليهم الإنسان فكان يرعاها لأهله بغير أجرة كما أنه كان يرعى غنما لقومه بأجرة فلا تعارض بين الأمرين ويمكن أن يقال من الأهل ما هو أعم من القول أهلى أى لقومى أرعاها لهم بجياد بأجرة على قراريط آخذها كنت أرعاها فى مكان أجياد وجياد لكن بقراريط فالمراد من الأهل هنا القوم لا خصوص القرابات والأهل ولذلك قال الحافظ ابن حجر فى أحد الخبرين بين الأجرة وفى الآخر بين المكان فهنا يقول يرعاها بجياد بأجياد وهناك يرعاها على قراريط وهذا يرجح القول الأول كما قلت.