ومثل آية سورة مريم تماماً قول الله – جل جلاله –:{لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} فصلت٤٩-٥٠، وذلك التمني تخرص وغرور، وهو من وساوس اللعين الغرور، وهو قياس فاسد خسيس، ومن جنس إمامهم إبليس، وما ضل من ضل إلا بذلك المسلك التعيس، وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس (١) .
(١) انظر سنن الدارمي – المقدمة – باب تغير الزمان، وما يحدث فيه: (١/٦٥) ، وجامع بيان العلم وفضله – ذكر من ذم القياس على غير أصل: (٢/٧٦) عن الحسن وابن سيرين – عليهم جميعاً رحمة الله –: أول من قاس إبليس، زاد ابن سيرين: وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس، وهذا في القياس على غير أصل، والقول في دين الله بالظن كما قال ذلك سائر الفقهاء فيما نقله عنهم ابن عبد البر وقد أطال الإمام الغزالي في الإحياء (٤/٣٧٢-٣٧٣) ، في بيان فساد ذلك القياس وأتى بما يسر به الأكياس، وخلاصته: إن المشركين استدلوا بما لا يدل على الإكرام، بل يدل على هوائهم عند الرحمن، فانظر ذلك لزاماً يا أخا الإسلام.