للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثل ذلك سؤال موسى الرؤية لله إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي} الآية. [الأعراف: ١٤٣]، ثم قال له في آخرها: {فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: ١٤٤] أي: ليس لك إلا ما أعطيتك، فخذه وكن من الشاكرين عليه.

ومن هذا الباب كونه - عليه السلام - استأذن ربه في أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له، واستغفر لعمه أبي طالب فلم يغفر له، وأنزل عليه في قصته {ِإ نَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [القصص: ٥٦].

وقد سأل - عليه السلام - لأمته ثلاثا فأعطاه الله اثنتين ومنعه واحدة، على ما هو مذكور في الأحاديث الصحيحة. (١)

فيكون سؤاله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الشفاعة فيمن قال لا إله إلا الله وكونه لم يسعف فيه من هذا القبيل الذي قررناه في حقه وفي حق غيره من الأنبياء عليهم (٢) السلام.


(١) رواه مسلم (٢٨٩٠) وأحمد (١/ ١٧٥ - ١٨١) وابن خزيمة (١٢١٧) وابن حبان (٧٢٣٧) والبزار (١١٢٥) وأبو يعلى (٧٣٤) عن سعد قال قال (ص): سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة, سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها, وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها, وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها.
وفي الباب عن أبي هريرة وثوبان ومعاذ وحذيفة وأنس وأبي بصرة وخباب بن الأرت.
(٢) في (ب): عليه، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>