وكان ذو الكعبات لبكر وتغلب ابني وائل وإياد بسِنْداد، وله يقول الأعشى، أعشى بني قيس بن ثعلبة (١):
بين الخَوَرْنَق والسدير وبارق ... والبيت ذي الكَعَبات من سِنْداد
انتهى ما ذكره ابن إسحاق.
وقوله عن العرب: إنها تعرف فضل الكعبة على تلك البيوت المعظمة، لأنها قد عرفت أنها بيت إبراهيم ومسجده غير مفيد في شرف الكعبة عندهم، إذ عملوا في حقها بإحداث تلك البيوت وتعظيمها كما فعلوا في حق الله تعالى، إذ أشركوا معه الأصنام، لا سيما بكونهم لا يحلون بطوافهم بها حتى يأتوا العزى ويطوفوا بها.
ذكر وثيمة عن عثمان بن الساج عن محمد بن السائب ومحمد بن إسحاق قالا: بلغنا أن عمرو بن لحي اتخذ العزى بنخلة بيتا كالكعبة يطوفون به كطوافهم بالكعبة، وهم يعرفون فضل الكعبة عليه وكانوا إذا فرغوا من حجهم وطافوا بالكعبة لم يحلوا حتى يأتوا العزى فيطوفوا بها ويحلون عندها، وكانت قريش وكنانة تعظم العزى مع خزاعة وجميع مضر.
وذكر وثيمة أيضا عن عثمان قال: حدثني محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس أن رجلا فيمن مضى كان يقعد على صخرة لثقيف فيبيع السمن للحاج إذا مروا فيلت سويقهم، وكان ذا غنم وسمن فسميت الصخرة اللات فمات، فلما فقده الناس قال عمرو بن لحي:"إن ربكم كان اللات"،