للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة: ٦٧]، وإنما يقع الذبح من أحدهم ضرورة، ولكن (ق.٩٥.ب) لما كان ذلك عن ملأ منهم نسب الذبح إليهم.

وكذلك قوله تعالى: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ} [الأعراف: ٧٧]، فقوله: {َ عَتَوْا} هو فعلهم حقيقة، فإنهم استكبروا ولم يؤمنوا بما جاءهم به (١) صالح - عليه السلام -.

وقوله: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ} ليس على حقيقته لأن العاقر لها واحد وهو قدار (٢)، وإنما نسب العقر إليهم لكونه كان عن تواطؤ منهم قبله أو عن رضى من جميعهم بعده.

ولنرجع إلى الآية التي كنا فيها قبل (٣) فنقول جاء في التفسير عن السدي أنه قال (٤): كان المشركون يزرعون زرعا يجعلونه لله يتصدقون به ويزرعون آخر يجعلونه لآلهتهم وينفقونه عليها، فإذا أجدب ما كان لآلهتهم أخذوا ما كان لله فأنفقوه على آلهتهم.

وإذا أجدب ما كان لله لم يأخذوا مما لآلهتهم شيئا، ويقولون لو شاء الله لزكا الذي له.


(١) ليس في (ب).
(٢) هو قدار بن سالف، كما في تفسير ابن كثير (٢/ ٢٢٨) (٤/ ٥١٧).
(٣) من (ب).
(٤) رواه ابن جرير (٥/ ٣٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>