للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل أيضا في التفسير: إنه كان قد وعده أن يسلم (١)، وليس في القرآن ما يدل على ذلك.

ومعنى (٢) قوله: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: ١١٤]، أي لما تبين لإبراهيم كون أبيه عدو لله بموته على الشرك تبرأ منه حينئذ، على ما مضى عن ابن عباس والحسن (٣).

ومن قال: إنه كان قد وعده أن يسلم قال لما رأى إبراهيم تماديه على الكفر وتبين له أنه لا يسلم تبرأ منه حينئذ.

وتبرؤ إبراهيم منه على أي التأويلين كان يؤذن بأنه لم يستغفر له (٤) إلا في الوقت الذي يجوز الاستغفار له, وذلك (٥) قبل أن يموت على شركه.

ثم لو فرضنا أن دعاء إبراهيم - عليه السلام - إنما كان لأبيه بعد موته فلابد أن نفرض أيضا أن إبراهيم دعا له في الوقت الذي لا يعلم أنه مات على الكفر ولابد، إذ في الممكن أن يموت آزر وإبراهيم - عليه السلام - غائب عنه (ق.١١٠.أ)، فيُجوز - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يموت أبوه على الإيمان فيستغفر له من هذا الوجه، لا سيما على قول من قال إنه قد كان وعده أن يسلم، ويكون تبري إبراهيم - عليه السلام - بعد ذلك منه عندما علم بموته على الكفر، وسواء علم ذلك بوحي أو بغيره.


(١) قاله ابن عباس كما في تفسير القرطبي (٨/ ٢٧٤).
(٢) ليس في (ب).
(٣) في (ب): قاله ابن عباس والحسن.
(٤) في (ب): وتبرؤ إبراهيم منه يدل على أنه لم يستغفر.
(٥) سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>