للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العَزِيزُ الحَكِيمُ} [البقرة: ١٢٩] , فاستجاب الله دعاءه وأرسل إليهم رسولا منهم، كما (ق.١١٠.ب) قال سبحانه: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: ١٦٤].

وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة: ٢].

ولا يخلو أن يكون الرسول المذكور في هاتين الآيتين هو إسماعيل - عليه السلام - أو يكون محمدا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إذ لا يعلم بمكة نبي سواهما.

والقول بأن ذلك الرسول هو إسماعيل يبطل من ثلاثة أوجه:

أحدها: إن الدعوة التي دعاها إبراهيم - عليه السلام - شاركه فيها إسماعيل فكانت تلك الدعوة مشتركة بينهما، والدليل على ذلك أن الله تعالى حكى عنهما في أول القصة ما قالا في دعائهما, وذلك قوله: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: ١٢٧] أي: يقولان ربنا تقبل منا.

يدل على ذلك قولهما: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ} [البقرة: ١٢٨] إلى انقضاء الآية، ثم قالا آخرا: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ} [البقرة: ١٢٩] الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>