للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولنقبض عنان القول (١) عن هذه الأسرار التي هي أعلى مما نحن فيه، ونرجع إلى ما كنا بسبيله من إبطال ذلك الخبر فنقول:

الوجه الثاني: إن دعاء النبي - عليه السلام - يأجوج ومأجوج في تلك (ق.١٢٣.أ) الليلة إلى الإسلام وقيام الحجة عليهم بذلك متعذر في العادة، لظلمة الليل وغلبة النوم وافتراقهم في منازلهم.

فكيف يتصور أن يجمعوا له في تلك الحال حتى يدعوهم إلى الله ويسمعهم القرآن؟، ومتى ينظرون (٢) هم في المعجزة حتى يعلموا صدقه وتقوم عليهم الحجة؟، أو كيف يفهمون القرآن في ذلك الوقت الضيق، لو فرضنا سماعهم له، ولسانهم غير لسان العرب؟.

ويحتاج النبي المرسل للأمم (٣) إلى زمان يبين فيه رسالته عن الله ويتمكن فيه من إظهار معجزته، ويحتاج المرسل (٤) إليهم من الزمان إلى مثل ذلك حتى ينظروا (٥) في المعجزة التي تحدى بها رسولهم ليصدقوه في الرسالة أو تقوم عليهم الحجة لتمكنهم من النظر.

فقد دعا النبي - عليه السلام - أهل مكة إلى الله تعالى في عشر سنين أو أزيد، وهو في كل ذلك يتلو عليهم القرآن ويسمعهم إياه.


(١) في (ب): القلم.
(٢) في (ب): ينظروا.
(٣) في (ب): إلى الأمم.
(٤) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٥) في (ب): ينظرون هم.

<<  <  ج: ص:  >  >>