للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى وعيسى عليهم السلام، ومن تأمل قصصهم تبين له ذلك.

فقد بان بما ذكرناه بطلان الخبر (ق.١٢٣.ب) المروي في دعوة يأجوج ومأجوج إلى الإسلام ليلة الإسراء.

ويبقى النظر حتى الآن في أمرهم، ويقتضي ظاهر الشرع تكفيرهم، قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عندما ذكر بعث النار للصحابة فتخوفوا من ذلك: «أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا»، هكذا عند مسلم (١)، وفي البخاري (٢): «منكم رجل ومن يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون».

والظاهر من هذا أنه ينعطف على يأجوج ومأجوج مذ كانوا إلى يوم القيامة.

وقد ذكر الله تعالى يأجوج ومأجوج في سورتين من كتابه العزيز، وليس في ذلك جلاء في التكفير لهم، غير أنه وصفهم بالإفساد في الأرض، فقال سبحانه حكاية عن من خاطب ذا القرنين ممن جاورهم: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً} [الكهف: ٩٤].


(١) رواه البخاري (٣١٧٠ - ٦١٦٥) ومسلم (٢٢٢) عن أبي سعيد.
(٢) رواه البخاري (٤٤٦٤) عن أبي سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>