للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا من جملة (١) الإفساد (٢)، فإن الفتن التي نزلت بالمسلمين بعد النبي - عليه السلام -.

وقوله في الإخبار عنها: «ويل للعرب من شر قد اقترب» (٣) إذا كانت منسوبة إلى ما فتح من ردم يأجوج ومأجوج دل على أنهم الغاية في الفتنة والضلال، وذلك يظهر منهم عند خروجهم على الناس آخر الزمان كما نطقت به الأخبار، وإذا كانوا الغاية في الفتنة والضلال حتى ينسب إليهم ما نزل من الفتن على المسلمين، ففي ذلك ملاحظة لتكفيرهم، إذ قال النبي - عليه السلام - لهذه الأمة: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» (٤).

فشبههم بالكفار لهذا الفعل المذموم.

وعلى الجملة فلابد أن يكون يأجوج ومأجوج قبل خروجهم مؤمنين أو كفارا، فأوصاف المؤمنين ليست عندهم ولا ذُكرت عنهم.


(١) ليس في (ب).
(٢) زاد هنا في (ب): الذي كنى فيه.
(٣) رواه البخاري (٣١٦٨ - ٣٤٠٣ - ٦٦٥٠ - ٦٧١٦) ومسلم (٢٨٨٠) والترمذي (٢١٨٧) وابن ماجه (٣٩٥٣) وأحمد (٦/ ٤٢٨ - ٤٢٩) وابن حبان (٣٢٧) والبيهقي (١٠/ ٩٣) وابن أبي شيبة (٨/ ٦٠٧) والحميدي (١/ ١٤٧) والطبراني في الكبير (٢٤/ ٥١ - ٥٢ - ٥٣ - ٥٥) عن زينب بنت جحش.
(٤) رواه البخاري (٤١٤١ - ٥٨١٤ - ٦٤٧٤ - ٦٦٦٦) ومسلم (٦٦) عن ابن عمر.
واتفقا عليه من حديث جرير وأبي بكرة.
ورواه البخاري (١٦٥٢ - ٦٦٦٨) عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>