للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قيل إن فضيل بن عمرو رواه عن عائشة بنت طلحة كما رواه طلحة بن يحيى سواء، ذكر ذلك ابن عبد البر (١).

وهذا كله لا معنى له، فإن مسلم بن الحجاج خرج الحديث في صحيحه من طريق طلحة بن يحيى عن عمته عن عائشة، فالقول بصحته أولى.

وقد انفُصل عن الحديث مع المصير إلى صحته بأن هذا القول كان من النبي - عليه السلام - قبل أن يعلمه الله تعالى بأن الصبيان في الجنة، قال ذلك ابن حزم (٢)، وهو قول متجه.

وعندي للحديث تأويل آخر يخرج به الحديث عن أيديهم أيضا، وذلك أن النبي - عليه السلام - إنما رد على عائشة لكونها تجزم على غيب لا تعلمه.

وهو - عليه السلام - كثيرا ما يفعل هذا مع أصحابه على وجه الأدب والتعليم لهم كما فعل بأم العلاء، إذ قالت حين مات عثمان بن مظعون: فشهادتي عليك أن الله أكرمك، فإنه - عليه السلام - قال لها: «وما يدريك أن الله أكرمه؟»، ثم


(١) التمهيد (١٨/ ١٠٥) ونقله عن المروزي بسنده.
قلت: وهذا من أعظم السهو منهما جميعا، أي المصنف وابن عبد البر.
فحديث فضيل بن عمرو المذكور في صحيح مسلم (٤/ ٢٠٥٠، رقم ٢٦٦٢) قبل حديث طلحة ابن يحيى المتقدم مباشرة.
وهو عند ابن حبان (١٣٨) كذلك وغيره.
(٢) في الفصل (٤/ ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>