للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلنا معنى ذلك يرجع إلى كتب الشقاوة، كما جاء في الحديث أن العبد تكتب شقاوته وسعادته في بطن أمه (١).

والطبع هو الختم, يقال: طبعت الكتاب إذا ختمته (٢) , فكأنه طبع على الغلام وختم على عمره بما قُضي عليه من عدم الإيمان لو بلغ حد التكليف (٣) كما قال تعالى في من قضى عليه بأن لا يؤمن: {بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} [النساء: ١٥٥].

ومعنى كتب الشقاوة له مع كونه لم يدرك حد التكليف أن يكون الله تعالى يأمر الملك الموكل بالرحم أن يكتبه شقيا إن بلغ حد التكليف، والله تعالى يعلم أنه لا يبلغه, كما قال تعالى: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} ... [الرعد: ٣٩] , معناه يمحو الله ما يشاء ويثبت في الصحف التي بيد الملائكة، وأما ما عنده سبحانه فمفروغ منه, وذلك بحسب سابق علمه فيه (٤). (ق.١٣٨.أ)


(١) رواه البخاري (٣١٢ - ٣١٥٥ - ٦٢٢٢) ومسلم (٢٦٤٦) عن أنس.
ورواه مسلم (٢٦٤٤ - ٢٦٤٥) عن حذيفة بن أسيد.
(٢) الصحاح للجوهري (٣/ ٥٣٤) وتهذيب اللغة للأزهري (٢/ ١١٠) ولسان العرب لابن منظور (٨/ ١١٨ - ١١٩).
(٣) قال النووي في شرح مسلم (١٦/ ٢٠٨): وأما غلام الخضر فيجب تأويله قطعا، لأن أبويه كانا مؤمنين فيكون هو مسلما، فيتأول على أن معناه أن الله أعلم أنه لو بلغ لكان كافرا، لا أنه كافر في الحال، ولا يجري عليه في الحال أحكام الكفار والله أعلم.
(٤) اختلف في معنى الآية كما في تفسير القرطبي (٩/ ٣٢٩ فما بعد) وابن كثير (٢/ ٥٢٠ - ٥٢١) وابن جرير (٧/ ٣٩٩).
وأظهر الأقوال ما قال المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>