للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا يحمل قوله - عليه السلام -: «من سره أن ينسأ له في أجله فليصل رحمه» (١).

فإن أجله معلوم عند الله تعالى كان ممن وصل رحمه أو ممن لم يصله.

لكن يكون ذلك مطويا على (٢) الملك بأن يقال له اكتب أجله إن كان واصلا لرحمه سبعين سنة مثلا، واكتب أجله إن كان غير واصل لرحمه أربعين سنة، فيكتبه الملك هكذا, وهو لا يعلم أي الأجلين أجله.

وليس في قوله في الحديث: «فيكتب أجله» ما ينافي هذا المعنى, فإن أجل الجنين مكتوب في بطن أمه سواء كان أجلا واحدا أو أجلين في حق الملك على وجه الإبهام عليه حتى لا يعلم أيهما بعينه هو الأجل المقضي عليه به.

ولعل ذلك يدخل في قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ} ... [الأنعام: ٢].

وكون الجنين يكتب شقيا في بطن أمه إنما ذلك بما تؤُول إليه عاقبته إذا سبق له من الله تعالى أنه يهود أو ينصر أو يمجس، حتى يكون بأحد هذه الأوصاف بعد البلوغ, وليس في هذا ما ينافي قوله: «كل مولود يولد على


(١) رواه البخاري (١٩٦١ - ٥٦٤٠) ومسلم (٢٥٥٧) عن أنس.
(٢) في (ب): عن.

<<  <  ج: ص:  >  >>