للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عبيدة: معنى الآية: فأنا أول الجاحدين (١)، من عبد إذا جحد، وحكى: فلان عبدني حقي أي: جحدني.

وقد قيل: إن العبادة تبقى في هذه الآية على أصلها، ويكون معنى الآية: قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول من يعبد الله على أنه واحد لا ولد له (٢).

وهذه الوجوه التي ذكرناها في عبد (٣) لا يصلح منها في الآية المتقدمة إلا ما هو بمعنى العبادة فقط.

ولنرجع إلى ذكر ما بقي من الأقوال فيها فنقول:

قيل في التفسير أيضا: إن معناها: وما خلقت الجن والإنس إلا ليقروا لي بالطاعة طوعا أو كرها، والكره: ما يرى فيهم من أثر الصنعة، قاله صاحب التحصيل، وقال روي معنى هذا عن ابن عباس (٤).

وهذا القول إنما لاحظ قائله به قوله تعالى: {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} [الرعد: ١٥] فالذي يسجد طوعا هم المؤمنون، والذي يسجد كرها هم (ق.١٤١.ب) الكفار، ومعنى سجودهم تذللهم لله تعالى.


(١) وحكاه البخاري في صحيحه (٤/ ١٨٢١).
(٢) قاله أبو صخر وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم كما في تفسير ابن كثير (٤/ ١٣٦).
(٣) في (ب): لفظة عبد.
(٤) رواه ابن جرير (١١/ ٤٧٦) وابن أبي حاتم، كما في الدر المنثور (٧/ ٦٢٤) واختاره ابن جرير.

<<  <  ج: ص:  >  >>