للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم» (١).

فإنه - عليه السلام - أمر معاذا بأن يدعو أهل اليمن أولا إلى عبادة الله أي: إلى معرفته، ولم يقصد بذلك الأعمال التي تُعُبد الخلق بها، يبين ذلك أمران:

أحدهما: إنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال بإثر الدعوة إلى عبادة الله، «فإذا عرفوا الله فأخبرهم» (٢) ففسر العبادة بمعرفة الله، فدل ذلك على أنها هي التي قصد بالذكر، ومن المحال أن تتأتى الأعمال على وجه التقرب ممن لا يعرف المتقرب إليه بها.

والثاني: إن الأعمال بعد ذلك ذكرها بقوله: «فأخبرهم بكذا» فلو قصد أولا بذكر العبادة الأعمال لم يكن لذكرها بعد ذلك معنى، فأمره - عليه السلام - بدعوة الناس في أول الحال إلى عبادة الله (٣) ثم ترتيبه على تحصيلها الإعلام


(١) رواه البخاري (١٣٣١ - ٦٩٣٧) ومسلم (١٩) وأبو داود (٢/ ١٠٤) والترمذي (٦٢٥) والنسائي (٢٤٣٥) وابن ماجه (١٧٨٣) وأحمد (١/ ٢٣٣) والدارمي (١٥٧٥) وابن حبان (١٥٦ - ٥٠٨١) والبيهقي (٤/ ٩٦ - ١٠١ - ٧/ ٧ - ٨) والدارقطني (٢/ ١٣٥ - ١٣٦) وابن خزيمة (٤/ ٢٣ - ٥٨) والطبراني في الكبير (١١/ ٤٢٦) والأوسط (٣/ ١٥٨) عن ابن عباس.
وفي أكثر هذه المصادر بلفظ: فإن أطاعوك لذلك. وأما باللفظ الذي ساقه المصنف: فإذا عرفوا الله فعند البخاري (١٣٨٩) ومسلم (١٩).
(٢) في (ب) اقتصر على: فأخبرهم.
(٣) سقطت من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>