للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا القول منهم يدل على أنهم عالمون بموسى وبالكتاب المنزل عليه، ولا يكون عِلم ذلك على وجه التعظيم لموسى ولكتابه الذي صدقه هذا القرآن الذي سمعوه إلا من مؤمن.

ولا نقول إن موسى - عليه السلام - رسول إلى الجن، إذ لا علم لنا بذلك من الشرع، فإن كان فيهم من هو مؤمن بموسى وكتابه فلا يبعد أن يكون ذلك بأن يلتزم شريعته، ويدخل نفسه في التعبد بها، وإن لم يكن موسى رسولا إليه.

وإذا التزم تلك الشريعة كان من أهلها على ما تقرر في القسم الثاني من أهل الفترة.

ونقول أيضا: إن الله تعالى (١) أخبر في كتابه العزيز أنه سخر الجن لسليمان بن داود عليهما (٢) السلام وجعلهم تحت سلطانه وقهره فقال: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} [ص: ٣٦ - ٣٨].

وقال: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} [الأنبياء: ٨٢].

وقال: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ} [النمل: ١٧].


(١) من (ب).
(٢) كذا في (ب)، في (أ): عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>