وقد بدأت فكرة هذه الفرقة الضالة في مدينة شيراز من مدن إيران سنة (١٢٦٠هـ) على يد فارسي اسمه "علي محمد الشيرازي" حين أعلن أنه باب العلم بالحقيقة الإلهية، وسمى نفسه "الباب". واجتمع حوله أتباع من ضعفاء العقول وأصحاب الشهوات. ولما أعلن مقالته في الناس قامت فتنة دعت الحاكم إلى أن يسجن أتباعه. ثم هاجر من شيراز إلى أصفهان فحماه حاكمها، ولما توفي هذا الحاكم تلقى خلفه أمراً بالقبض على (الباب) وحبسه في قلعة (ماكو) .
وفي سنة (١٢٦٦هـ) أي: بعد ست سنوات من بدء ضلالته قتل رمياً بالرصاص في تبريز، ولم ييأس أعداء الإسلام من متابعة مكرهم في إيجاد خلف له، فاشتروا رجلاً للقيام بالمكيدة اشتهر باسم (البهاء) أو (بهاء الله) وإلى هذا الرجل تنسب طائفة البهائية، ولم يلبث هذا الرجل بعد تسلمه رئاسة الدعوة لهذه النحلة الجديدة حتى اتهم بالاشتراك في مؤامرة لاغتيال ناصر الدين شاه (ملك إيران) انتقاماً للباب، فاعتقل وأبعد، فنزل بغداد، وأقام بها اثنتي عشرة سنة يبشر بضلالته، وضج منه علماء العراق، فقصد (الآستانة) وقاومه علماؤها، ثم كان آخر أمره في (البهجة) وهي قرية من قرى (عكة) بفلسطين، ومات بها سنة (١٣٠٩هـ) .
ودعم أعداء الإسلام من بعده ابنه المعروف (بعباس عبد البهاء) وقد رافق هذا أباه منذ بدء ضلالته، وتنقل معه، وقام هذا بأمر البهائية وتنظيم جماعاتها، ونشط هذا الشيطان الابن في نشر ضلالة هذه الطائفة، وكان متوقد الذكاء، وقد زار أوربا في سنة (١٣٣٠هـ) وزار أمريكا في سنة (١٣٣١هـ) وعاد إلى فلسطين فمات في (حيفا) .
وتتلقى هذه الطائفة دعماً ومالاً من أمريكا ومن اليهود ومن غيرهما من أعداء الإسلام.
فقد تأكد أن الجاسوسية الروسية هي التي تولت غرسها، وأن اليهودية الصهيونية هي التي احتضنتها، وأن الصليبية ومؤسساتها الاستعمارية والتبشيرية