ثم اتسعت دوائر الغزو الفكري اليهودية النصرانية التبشيرية والاستشراقية، مرافقة للتحركات الاستعمارية التي قامت بها الدول النصرانية ضد العالم الإسلامي، وأخذت وسائل هذا الغزو تتنامى وتتكامل، وتجري فيها تعديلات وتبديلات نبّهت عليها التجارب وساعدت عليها الوسائل الحضارية الحديثة، حتى أخذت نضجها الشيطاني في القرن الرابع عشر الهجري (العشرين الميلادي) .
فقد كانت وسائله تبشيراً بالنصرانية بصورة بدائية، تستخدم المناقشة والمجادلة في المسائل العقدية الدينية، وهذه مُنيت بالهزائم المنكرة، أمام جدليات علماء المسلمين ومناظراتهم، حتى أمام صغار مثقفي المسلمين وعامتهم.
ثم تواصى الغزاة بترك هذه الوسيلة من وسائل الغزو الفكري، وبالتحول إلى وسائل أخرى ليس فيها مواجهة صريحة مباشرة.
صور من حملات الغزو الفكري
وفيما يلي صور من حملات الغزو الفكري التبشيري الاستعماري:
(١) تحت عنوان الحركة التبشيرية: جاء في كتاب "لبنان في التاريخ""وكان من نتائج الحروب الصليبية فكرة اجتذاب المسلمين إلى اعتناق المسيحية عن طريق الإقناع، بدلاً من طريق القوة والإكراه. وهي فكرة كان لها فيما بعد أبعد الأثر في الحياة الثقافية في الشرق الأدنى.
إن الخيبة التي منيت بها الحملات الصليبية في الوصول إلى غايتها، وموت الدوافع التي كانت تدفع بالناس للالتحاق بها، مهّد الطريق لفكرة جديدة: استمالة المسلمين واجتذابهم بطرق سلميّة وديّة، وهذه الفكرة هي أساس مبدأ التبشير المسيحي".
ففي عام (١١٥٤م) أسس راهب صليبي في الأرض المقدسة رهبنة عرفت فيما بعد بالرهبنة الكرملية،نسبة إلى جبل الكرمل حيث كانت تقيم.
ثم انتشروا في سورية ولبنان، وقد أسسوا لهم مركزاً في طرابلس. وتلا