للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شروط الكسب:

وإذ ضمن الله للناس أرزاقهم , وقدر في الأرض أقواتهم وأقوات كل كائن حي فيها , فقد جعل تحصيل أقواتهم وأرزاقهم منوطاً بالكسب والمشي في مناكب الأرض المختلفة , بحثاً عن أرزاقهم وأقواتهم , وأودع في كل كائن حي غريزة البحث عن قوته.

ولئلا يفهم المسلمون من معنى التوكل على الله القعود عن كسب الأرزاق والأقوات أمرهم الله تعالى بالمشي في مناكب الأرض , ليأكلوا من رزقه , فقال تعالى في سورة (الملك / ٦٧ مصحف / ٧٧ نزول) :

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}

والمشي في مناكب الأرض يشمل كل أنواع البحث عن خزائن الرزق المتيسرة بالتناول المباشر , والمدفونة في التراب التي يمكن استنباطها بالزراعة , وتوليدها بالتربية الحيوانية , والتي يمكن استنباطها بأية وسيلة أخرى باستطاعة الإنسان أن يخضعها لإرادته , كالتحليل والتركيب بالوسائل الكيميائية , وغير ذلك مما يمكن أن يكتشفه الإنسان بالبحث العلمي , وفي حدود هذه الدائرة , تقع مسؤولية الناس أفراداً وجماعات في هذا المجال.

ويرتبط بتقدير الأقوات ما يلاحظ في الكون من سنة الله في ضابط التوازن.

ضابط التوازن:

فمما هو ملاحظ في سنن الله في كونه ما يمكن أن نسميه (ضابط التوازن) وهذا الضابط يهيمن على الوجود كله.

وبضابط التوازن تنحل كل مشكلة يعجز الإنسان عن حلها بالوسائل التي يستطيع استخدامها , وبضابط التوازن بين الأحياء وأقواتهم في الأرض تنحل أية مشكلة يقدر الاقتصاديون أنها ستواجه المجموعات البشرية , حين

<<  <   >  >>