لكننا مع الأسف نجد في المسلمين من ينطلي عليهم مثل هذا التحوير والتحريف في الحقيقة، بالنسبة إلى نظام الإسلام المتعلق بشؤون المال، والأنظمة الأخرى التي هي من أوضاع الناس.
وأعداء الإسلام يحاولون أن يتصيدوا بعض المسلمين، إلى اعتناق مذاهبهم بشبكة التشابه الجزئي بين النظام الإسلامي والأنظمة الأخرى.
فأصحاب النظم الرأسمالية يتصيدون بهذه الشبكة بعض المسلمين لتطبيق نظامهم، وأصحاب النظم الاشتراكية العلمية الملحدة يتصيدون بهذه الشبكة أيضاً بعض المسلمين لتطبيق أنظمتهم الاشتراكية العلمية، وليس الإسلام في حقيقة نظامه المتعلق بشؤون المال باشتراكي ولا برأسمالي، وإن كان لكل منهما شبه ببعض ما في الإسلام.
فالذي يقول: رأسمالية الإسلام، أو اشتراكية الإسلام، معتمداً في ذلك على بعض التشابه الجزئي، يقع تحت تأثير وهْمٍ كبير، وهذا القول شبيه في مضمونه بقول قائل: ذئبية الإنسان، معتمداً في قوله هذا على وجود أجزاء متشابه بين الإنسان والذئب، كوجود العيون مثلاً في كلٍّ من النوعين.
وسبب الوقوع في هذا الوهم عدم تصور الوحدة التامة المتكاملة في نظام الإسلام، المباينة في هيئتها التركيبية للأنظمة الأخرى.
لذلك كان على الباحثين أن يعرضوا نظام الإسلام عرضاً كاملاً، يبين حقيقته المستقلة الفذة، التي اختارها الله في شريعته لعباده.
وشاعت المغالطات الخطيرة، التي أخذ مطلقوها يحاولون صبغ الإسلام بصبغة مذاهبهم، ليسهلوا نفوذ مذاهبهم إلى صفوف المسلمين، دون أن تصطدم بعقبة معارضة المسلمين لها، بوصفها تناهض مبادئ الإسلام، وتسعى إلى تقويض دعائمه.
وحاول أنصار كل مذهب من هذه المذاهب أن يجد في الإسلام تأييداً لجانب من جوانبها، ليلبِّس بذلك على المسلمين، ويجعل الإسلام وكأنه صاحب هذه المذاهب، أو يوافق عليها.