وهذه المزية متحققة في الإِسلام بشكل أرقى مما هي عليه في الأنظمة الاشتراكية , وذلك لأن كل قادر على العمل مكلف به , ويطالب المجتمع المتمثل بالدولة الإِسلامية بتهيئته له , إلا النساء , فلهن حق التفرغ للقيام بواجبات الخدمات المنزلية مع كفالتهن , ولهنّ أن يعملن إن أردن ضمن شروط المحافظة على عفافهن , وعدم اختلاطهن بالرجال الأجانب , ومع موافقة الزوج إذا كان العمل يؤثر على حقوقه , أو يقتضي الخروج من دار سكنها.
وأما العاجزون عن العمل فهم مكرمون مصونون مكفيون بالكفالة الإِسلامية عن طريق الأسرة , أو عن طريق الصندوق العام المعد لهذه الغاية , الذي تصب فيه موارد الزكاة والصدقات وغيرها مما هو مقرر في نظام الإِسلام لتحقيق الكفالة الاجتماعية.
وبهذا نلاحظ أن نظام الإِسلام قد اشتمل على المقدار الخير من المزايا التي يذكرها الباحثون الاقتصاديون لكلٍّ من الأنظمة الرأسمالية والأنظمة الاشتراكية , مع براءته من جوانب الشطط التي تؤدي إلى الظلم والعدوان والإِفساد في الأرض.
ما يذكرونه من مساوئ الأنظمة الرأسمالية وعيوبها:
يكشف الناقدون الاقتصاديون عن مجموعة من مساوئ الأنظمة الرأسمالية وعيوبها , ويمكن تلخيصها فيما يلي:
١- إطلاقها الحرية الفردية بشكل يشجع الأفراد على اتخاذ كل وسيلة للاستغلال , ولو أدى ذلك إلى سلب الآخرين حرياتهم سلباً لا يكشفه القانون أو لا يحرمه , ولو أدى ذلك أيضاً إلى الإِضرار بالجماعة.
٢- تشجيعها على سيادة الغرائز المادية البحتة , التي لا تعترف بالقيم الإِنسانية الروحية , الفردية والجماعية , ولذلك نرى كبار أصحاب رؤوس الأموال في العالم لا يهتمون بسعادة البشرية إلا من خلال حصولهم على أكبر مقدار من الربح , وتنمية ثرواتهم.
٣- إتاحتها الفرصة لكبار أصحاب رؤوس الأموال أن يوجهوا السلطة السياسية