وإنَّ الله تعالى يأمرهم بيوم السبت لكي يكون لهم راحة واستجمامًا، وأن يبتعدوا فيه عن المادَّة ويعكفوا على أنفسهم يهذّبونها ويفطمونها عن دواعي المادة، فيذهب شرّهم المادي ورغبتهم في طلب المادة إلى أن يعملوا فيه شرهًا وطعمًا، فيمسخ الله تعالى نفوسهم قردة تنزو مثلها، وخنازير تطلب الخسائس طلبها.
"إنَّ الله تعالى يختبرهم في إيمانهم بأن يذبحوا بقرة، ولكنَّهم تأثرًا بالمصريين وما كانوا عليه من عبادة العجل، يتردَّدون في ذبح البقرة، فيجادلون في ذبحها متجاهلين أمرها،، ولو أتوا إلى أيّ بقرة فذبحوها لكان في ذلك الاستجابة الكاملة، ولكنهم يثيرون الريب حول الطلب، سألوا عن حقيقتها، وعن كونها صغيرة أو كبيرة، فأجيبوا، ثم سألوا عن لونها فأجيبوا، ثم سألوا عن كونها متخذة معلوفة للنماء والتوالد، أم هي ذلول عاملة، فذبحوها وما كادوا يفعلون تقليدًا للمصريين وتأثرًا فأفكارهم، وأوهامهم في دينهم".
هذه قصة بني إسرائيل في تلقيهم لأوامر الله تعالى، وما جاء القرآن خاصًّا بهم في عهد موسى -عليه الصلاة والسلام- فهو لمقاصد أخرى من أجزاء القصة كما ذكرنا في قصة موسى ذاته.