كاذب، فيستدلون على أنَّ الدعوة ليست دعوة حق بأنَّ أتباعها الفقراء الأرذلون في أعينهم الذين يزدرونهم، والنبي -عليه السلام- يجادلهم بالتي هي أحسن، وهو يسوق البينات، ولكنهم يتبرَّمون بدعوة الحق.
ولا شك أنَّ العبارات تدل على المعاني المقصودة فقط، بل وضعت الألفاظ ومعانيها وأطيافها في بيان مصوّر يسكن به الخيال والنفس، كأنَّه واقع محسوس لا قصص متلو فقط.
ذلك هو بعض قصص نوح -عليه السلام- من وقت أن يئس من إيمانهم وأخبره ربه العليم الحكيم أنَّه بلغ الحجة وحقق الرسالة، وأنَّه لن يؤمن أحد من قومه لم يكن قد آمن، وأن العقاب نازل لا محالة، وترى كل نص من نصوص هذا الجزء من القصة مصورًا بيانيًّا لما أنزله تعالى، فترى جزءًا يصور كيف أخذ نوح يبني سفينته، والقوم ينظرون إليه ساخرين غير عالمين بالعاقبة التي تنتظرهم، والغاية التي قدرها الله تعالى