للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ٥٩- عنهم، «لقولهم إنا نقاتل ولا نستشهد» «١» ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ وذلك أن مشركي مكة لقوا المسلمين «لليلة بقيت من المحرم «٢» » ، فقال بعضهم لبعض. إن أصحاب محمد «٣» يكرهون القتال في الشهر الحرام فاحملوا عليهم فناشدهم المسلمون أن يقاتلوهم في الشهر الحرام «٤» فأبى المشركون إلا القتال. فبغوا على المسلمين فقاتلوهم وحملوا عليهم وثبت المسلمون فنصر الله- عز وجل- المسلمين عليهم فوقع «٥» في أنفس المسلمين من القتال في الشهر الحرام، فأنزل الله- عز وجل «ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ» هذا جزاء من عاقب بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ عنهم غَفُورٌ- ٦٠- لقتالهم فى الشهر الحرام ذلِكَ يعني هذا الذي فعل من قدرته، ثم بين قدرته- جل جلاله- فقال- سبحانه:

ذلك بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ يعني انتقاص كل واحد منهما من الآخر حتى يكون النهار خمس عشرة ساعة والليل تسع ساعات في كل سنة وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بأعمالهم بَصِيرٌ- ٦١- بها ذلِكَ يعني هذا الذي فعل ذلك، يدل على توحيده بصنعه بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ يعني يعبدون من دونه من الآلهة هُوَ الْباطِلُ الذي


- الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً» وفى ز: فنزلت فيهم آيتان فقال:
«لَيُدْخِلَنَّهُمْ ... » ، الآية.
أقول والمراد بالآيتين الآية السابقة رقم ٥٨، وهذه الآية ٥٩ سورة الحج.
(١) ما بين القوسين « ... » : من ز، وليس فى أ.
(٢) لليلة بقيت من المحرم: من ز، وفى أ: فى ليلتين بقينا من المحرم.
(٣) فى أ، ز، ل: صلى الله عليه وسلم.
(٤) أى أن المسلمين ناشدوا الكفار أن لا يقاتلوهم.
(٥) فى أ: فوقع، ز: فوقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>