للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعلمون محمدا- صلى الله عليه وسلم- طرفي النهار بالغداة والعشي قُلْ لهم يا محمد أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ وذلك أنهم قالوا بمكة سرا « ... هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ» لأنه إنسى مثلكم، بل هو ساحره « ... أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ» إلى آيتين «١» فأنزل الله- عز وجل «قُلْ أنزله الذي يعلم السر» فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً في تأخير العذاب عنهم رَحِيماً- ٦- حين لا يعجل عليهم بالعقوبة وَقالُوا «ما لِهذَا» «٢» الرَّسُولِ يعني النبي- صلى الله عليه وسلم- يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً- ٧- يعني رسولا يصدق محمدا- صلى الله عليه وسلم- بما جاء أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ يعني أو ينزل إليه مال من السماء فيقسمه بيننا أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يعنى بستانا يَأْكُلُ مِنْها هذا قول النَّضْر بن الْحَارِث، وعبد اللَّه بن أُمَيَّة، ونوفل ابن خويلد، كلهم من قريش وَقالَ الظَّالِمُونَ يعني هؤلاء إِنْ يعني ما تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً- ٨- يعني أنه مغلوب على عقله فأنزل الله- تبارك وتعالى- في قولهم للنبي- صلى الله عليه وسلم-: أنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق «وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ «٣» ... » يقول هكذا كان المرسلون «٤» من قبل محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونزل في قولهم إن محمدا مسحور «٥» قوله- تعالى «٦» -: انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ


(١) يشير الى الآيات ٣، ٤، ٥ من سورة الأنبياء وتمامها: لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ، قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ» .
(٢) فى ا، ز: مال هذا، وكذلك فى رسم المصحف الشريف.
(٣) سورة الفرقان: ٢٠.
(٤) فى ا: المرسلين، ز: المرسلون.
(٥) فى ا: مسحورا، ز: مسحور.
(٦) فى ا: فقال- تعالى، ز: فقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>