للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كهيئة الضبابة لنزول الرب- عز وجل- وملائكته، فذلك قوله- سبحانه- وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ من السماء إلى الأرض عند انشقاقها تَنْزِيلًا- ٢٥- لحساب الثقلين كقوله- عز وجل- في البقرة: «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ»

... » .

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وحده- جل جلاله- واليوم الكفار ينازعونه في أمر وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً- ٢٦- يقول عسر عليهم يومئذ مواطن يوم لشدته القيامة ومشقته، ويهون على المؤمن كأدنى «٢» صلاته وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يعني ندامة يعني عقبة بن أبي معيط بن عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وذلك أنه كان يكثر مجالسة النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فقال له خليله وهو أمية «٣» بن خلف الجمحي: يا عقبة، ما أراك إلا قد صبأت إلى حديث هذا الرجل، يعني النبي- صلى الله عليه وسلم-، فقال:

لم أفعل. فقال: وجهي من وجهك حرام إن لم تنقل فى وجه محمد [٤٥ أ]- صلى الله عليه وسلم- وتبرأ منه حتى يعلم قومك وعشيرتك أنك غير مفارق لهم.

ففعل ذلك عقبة فأنزل الله- عز وجل- فى عقبة بن أبى معيط «ويوم بعض الظالم على يديه» من الندامة يَقُولُ يَا لَيْتَنِي يتمنى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا- ٢٧- إلى الهدى يَا وَيْلَتى يدعو بالويل، ثم يتمنى فيقول:

يا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً يعني أمية خَلِيلًا- ٢٨- يعني يا ليتني لم أطع فلانا يعنى


(١) سورة البقرة: ٢١٠.
(٢) من ز، وفى أ: خطأ.
(٣) فى أ، ل: أمية، وفى، ز: أبى وقد وردت الروايات بهما انظر أسباب النزول للواحدي:
١٩١، لباب النقول للسيوطي: ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>