للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذهب والفضة وإنما سمي كنزا لأنه لم يعط حق الله- عز وجل- منه وكل ما لم يعط حق الله- تعالى- منه فهو كنز وإن كان ظاهرا، قال سبحانه وَمَقامٍ كَرِيمٍ- ٥٨- يعني المساكن الحسان كَذلِكَ هكذا فعلنا بهم في الخروج من مصر وما كانوا فيه من الخير، ثم قال- سبحانه-: وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ- ٥٩- وذلك أن الله- عز وجل- رد بني إسرائيل بعد ما أغرق فرعون وقومه إلى مصر فَأَتْبَعُوهُمْ يقول فاتبعهم فرعون وقومه مُشْرِقِينَ- ٦٠- يعني ضحى فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ يعني جمع موسى- عليه السلام- وجمع فرعون فعاين بعضهم بعضا قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ- ٦١- هذا فرعون وقومه لحقونا من ورائنا وهذا البحر أمامنا قد غشينا ولا منقذ لنا منه قالَ موسى- عليه السلام-: كَلَّا «لا يدركوننا» «١» إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ- ٦٢- الطريق وذلك أن جبريل- عليه السلام- حين أتاه فأمره بالمسير من مصر قال: موعد ما بيننا وبينك البحر فعلم موسى- عليه السلام- أن الله- عز وجل- سيجعل له مخرجا وذلك يوم الاثنين العاشر من المحرم «٢» فلما صار موسى إلى البحر أوحى الله- عز وجل- إليه «٣» «فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى» أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فجاءه جبريل- عليه السلام- فقال اضرب بعصاك البحر فضربه بعصاه في أربع ساعات من النهار فَانْفَلَقَ البحر فانشق الماء اثني عشر طريقا يابسا، كل طريق طوله فرسخان وعرضه فرسخان، وقام الماء عن يمين الماء وعن يساره كالجبل العظيم، فذلك


(١) فى الأصل: «لا يدركونا» .
(٢) فى أ: يوم العاشر من المحرم.
(٣) الآية «فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى» لكنها وردت فى الأصل: «أوحى الله- عز وجل- إليه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>