للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما لقينا من التعب فلو قد اجتمع سليمان وهذه المرأة وما عندها من العلم لهلكنا وكانت أمها جنية فقالوا: تعالوا نبغضها إلى سليمان نقول إن رجليها مثل حوافر الدواب، لأن أمها كانت جنية، ففعلت، فأمر سليمان فبنى لها بيتا من قوارير فوق الماء، وأرسل فيه السمك لتحسب أنه الماء «فتكشف» «١» عن رجليها فينظر سليمان أَصَدَقَتْهُ الجنُّ أم كذَبتْه وجعل سريره في مقدم البيت: «فلما رأت الصرح» «٢» حسبته لجة الماء وكشفت عن ساقيها فنظر إليها سليمان فإذا هي من أحسن الناس قدمين ورأى على ساقها شعرا كثيرا فكره سليمان ذلك، فقالت:

إن الرمانة لا تدري ما هي حتى تذوقها، قال سليمان: ما لا يحلو في العين لا يحلو «الفم» «٣» . فلما رأت الجن أن سليمان رأى ساقيها قالت الجن لا تكشفي عن ساقيك.

الَ»

«٤» نَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ يعنى أملس نْ قَوارِيرَ

فلما رأت السرير والصرح علمت أن ملكها ليس بشيء عند ملك سليمان وأن ملكه من ملك الله- عز وجل- ف الَتْ

حين دخلت الصرح بِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي

يعنى بعبادتها الشمس أَسْلَمْتُ

يعنى أخلصت عَ سُلَيْمانَ

بالتوحيدلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

- ٤٤- خرت لله- عز وجل- ساجدة وتابت إلى الله- عز وجل- من شركها واتخذها سليمان- عليه السلام- لنفسه فولدت له داود بن سليمان بن داود- عليهم السلام-، وأمر لها بقرية من الشام


(١) فى أ: فكشفت، وفى ل: فتكشف.
(٢) فى أ: «فلما رأته» ، وفى ف: «فلما رأت الصرح» .
(٣) فى أ: القلب، وفى ز، ل: الفم.
(٤) القائل هو سليمان- عليه السلام-، وأنظر النسفي ج ٣ ص ١٦٤ وفيه: (قال المحققون لا يحتمل أن يحتال سليمان لينظر إلى ساقيها وهي أجنبية فلا يصح القول بمثله) .

<<  <  ج: ص:  >  >>