للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني يرشدني قصد الطريق إلى مدين فبلغ مدين، فذلك قوله- تعالى-: وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ ابن إبراهيم خليل الرحمن لصلبه- عليهم السلام-، وكان الماء لمدين فنسب إليه، ثم قال: وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً يقول يقول وجد موسى على الماء جماعة مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ أغنامهم وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ يعني حابستين الغنم لتسقى «١» فضل ماء الرعاء «٢» وهما ابنتا شعيب النبي- صلى الله عليه وسلم- واسم الكبرى صبورا واسم الصغرى عبرا»

وكانتا توأمتين «٤» فولدت الأولى قبل الأخرى بنصف نهار قالَ لهما موسى: مَا خَطْبُكُما يعني ما أمركما قالَتا لا نَسْقِي الغنم حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ بالغنم راجعة من الماء إلى الرعي فنسقي فضلتهم وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ- ٢٣- لا يستطيع أن يسقي الغنم من الكبر فقال لهما موسى- عليه السلام-: أين الماء؟ فانطلقا به إلى الماء فإذا الحجر على رأس البئر لا يزيله إلا عصابة من الناس فرفعه موسى- عليه السلام- وحده بيده، ثم أخذه الدلو فأدلى دلوا واحدا فأفرغه في الحوض ثم دعا بالبركة. فَسَقى لَهُما الغنم فرويت ثُمَّ تَوَلَّى يعني انصرف إِلَى الظِّلِّ ظل شجرة فجاس تحتها من شدة الحر وهو جائع فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ- ٢٤- يعني إلى الطعام، فرجعت الكبيرة إلى موسى لتدعوه، فذلك قوله- عز وجل-: فَجاءَتْهُ إِحْداهُما يعنى الكبرى تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ يعنى على حياء [٦٥ أ] وهي التي تزوجها موسى- عليه السلام-،


(١) فى ز: لتسقى، وفى أ: لتسقين.
(٢) فى أ: الرعاء، وفى ز: الرعي.
(٣) فى أ: محبرا، وفى ز، ل، ف: عبرا.
(٤) فى أ: توأمين، وفى ز: توأمتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>