للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ- ٣٤- قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ يعني ظهرك بأخيك هارون وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً يعني حجة بآياتنا يعني اليد والعصا فيها تقديم فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بقتل يعني فرعون وقومه لقولهما في طه: «إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا» بالقتل «أَوْ أَنْ يَطْغى» «١» ، فذلك قوله- سبحانه-: «فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا» بِآياتِنا «٢» أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ- ٣٥- فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا اليد والعصا بَيِّناتٍ يعني واضحات التي في طه «٣» والشعراء «٤» قالُوا ما هذا الذي جئت به يا موسى إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً افتريته يا موسى، أنت تقولته وهارون وَقالوا:

ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ- ٣٦- يعني اليد والعصا وَلما كذبوه بما جاء به [٦٦ أ] قالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ فإني جئت بالهدى من عند الله- عز وجل- وَهو أعلم ب مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ يعنى دار الجنة ألنا أولكم. ثم قال: إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ- ٣٧- في الآخرة لا يفوز المشركون يعني لا يسعدون وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ يعني الأشراف من قومه مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي هذا القول من فرعون كفر فَأَوْقِدْ لِي يَا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً يقول أوقد النار على الطين حتى يصير اللبن آجرا وكان فرعون أول من طبخ الأجر وبناء «فاجعل لي صرحا» يعني قصرا طويلا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى فبنى


(١) سورة طه: ٤٥.
(٢) «بآياتنا» : ساقطة من أ، ز، وفيهما (فلا يصلون إليكما) بقتل.
(٣) سورة طه: ٧٠ «فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى» .
(٤) سورة الشعراء: ٤٥ «فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ» . [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>