للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصفحوا عنهم وردوا معروفا فأنزل الله- عز وجل- وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ما سمعوا من قومهم من الأذى وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ من الأموال يُنْفِقُونَ- ٥٤- في طاعة الله- عز وجل- وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ من قومهم يعني من الشر والشتم والأذى أَعْرَضُوا عَنْهُ يعني عن اللغو فلم يردوا عليهم مثل ما قيل لهم وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ يعنى لنا ديننا ولكم دينكم، وذلك حين عيروهم بترك دينهم، وقالوا لكفار قومهم: سَلامٌ عَلَيْكُمْ يقول ردوا عليهم معروفا لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ- ٥٥- يعنى لا نريد أن تكون مع أهل الجهل والسفه إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وذلك

أن أبا طالب بن عبد المطلب، قال: يا معشر بني هاشم أطيعوا محمدا- صلى الله عليه وسلم- وصدقوه تفلحوا وترشدوا. قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:

يا عم تأمرهم بالنصيحة لأنفسهم وتدعها لنفسك. قال: فما تريد يا بن أخي؟

قال: أريد منك كلمة واحدة فإنك في آخر يوم من الدنيا، أن تقول لا إله إلا الله، أشهد لك بها عند الله- عز وجل- قال: يا بن أخي قد علمت أنك صادق، ولكني أكره أن يقال جزع عند الموت ولولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة وسبة لقلتها، ولأقررت بعينك «١» عند الفراق لما أرى من شدة وجدك ونصيحتك، ولكن سوف أموت على ملة أشياخ عبد المطلب وهاشم وعبد مناف فأنزل الله- عز وجل-: «إنك» [٦٧ ب] يا محمد «لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ» إلى الإسلام وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

- ٥٦- يقول وهو أعلم بمن قدر له الهدى وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا


(١) كذا فى أ، ز، ل. والأنسب ولأقررت عينك.

<<  <  ج: ص:  >  >>