للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسجور على الأرض بين النفختين فتنبت عظام الخلق ولحومهم وجلودهم كما ينبت العشب من الأرض وَمِنْ آياتِهِ يعني ومن علامات ربكم أنه واحد- عز وجل- وإن لم تروه فاعرفوا توحيده بصنعه أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ يعنى آدم- صلى الله عليه- خلقه من طين ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ يعني ذرية آدم بشر تَنْتَشِرُونَ- ٢٠- في الأرض يعني «تتبسطون» «١» في الأرض كقوله- سبحانه-: « ... وَيَنْشُرُ ... » «٢» يعنى ويبسط رحمته وَمِنْ آياتِهِ يعني علاماته أن تعرفوا توحيده وإن لم تروه أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ يعني بعضكم من بعض أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ وبين أزواجكم مَوَدَّةً يعني الحب وَرَحْمَةً ليس بينها وبينه رحم إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ يعني إن في هذا الذي ذكر لعبرة لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ- ٢١- فيعتبرون في توحيد الله- عز وجل- وَمِنْ آياتِهِ يعني ومن علامة «٣» الرب- عز وجل- أنه واحد فتعرفوا «٤» توحيده بصنعه أن خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وأنتم تعلمون ذلك، كقوله- سبحانه-: «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ... » «٥» وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ عربي وعجمي وغيره وَاختلاف أَلْوانِكُمْ أبيض وأحمر وأسود إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ يعني إن في هذا الذي ذكر لعبرة لِلْعالِمِينَ في توحيد الله- عز وجل- وَمِنْ آياتِهِ يعني ومن علامات الرب- تعالى- أن يعرف توحيده بصنعه


(١) فى أ: تنبسطون، وفى ز: تتبسطون.
(٢) سورة الشورى: ٢٨.
(٣) فى أ: علامته، ز: علامة.
(٤) فى أ: فتعرفون، ز: فتعرفوا.
(٥) سورة الزمر: ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>