للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالك بن عوف النضري، وكان على بني غطفان عيينة بن حصن بن بدر الفزاري، وكان على بنى أسد طليحة بن خويلد «الفقسى» «١» من بنى أسد، ثم كانت اليهود «٢» ، فقذف الله- عز وجل- في قلوبهم الرعب، وأرسل عليهم ريحا وهي الصبا فجعلت تطفئ نيرانهم وتلقي أبنيتهم. وأنزل جنودا لم تروها من الملائكة فكبروا في عسكرهم فلما سمعوا التكبير قذف الله- تعالى- الرعب في قلوبهم وقالوا قد بدأ محمد بالشر فانصرفوا إلى مكة راجعين عن الخندق من الخوف والرعب الذي نزل بهم في الخندق وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يعني وإن يرجع الأحزاب إليهم للقتال يَوَدُّوا يعنى يود المنافقين لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ ولم يشهدوا القتال يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ يعنى عن حديثكم وخير ما فعل محمد- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ يشهدون القتال ما قاتَلُوا يعني المنافقين إِلَّا قَلِيلًا- ٢٠- يقول ما قاتلوا إلا رياء وسمعة من غير حسبة، ثم قال- عز وجل-: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ أن كسرت رباعيته وجرح فوق حاجبه وقتل عمه حمزة وآساكم بنفسه في مواطن الحرب والشدة لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ يعني لمن كان يخشى الله- عز وجل- ويخشى البعث الذي فيه جزاء الأعمال وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً- ٢١- ثم نعت المؤمنين فقال: وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ يوم الخندق. أبا سفيان وأصحابه وأصابهم الجهد وشدة القتال قالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ في البقرة حين قال: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ولما


(١) «الفقى» : ساقطة من ف.
(٢) فى ف: زيادة غير واضحة ولا مفهومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>