للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصَعِقَ يعنى فمات مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ من شدة الصوت والفزع من فيها من الحيوان، ثم استثنى إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ يعني جبريل وميكائيل، ثم روح جبريل، ثم روح إسرافيل ثم يأمر ملك الموت فيموت ثم يدعهم فيما بلغنا أمواتا أربعين سنة ثم يحيي الله- عز وجل- إسرافيل فيأمره أن ينفخ الثانية، فذلك قوله: ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ على أرجلهم يَنْظُرُونَ- ٦٨- إلى البعث الذي كذبوا به، فذلك قوله- تعالى- «يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ» «١» مقدار ثلاثمائة عام وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها يعني بنور ساقه «٢» ، فذلك قوله- تعالى-: «يَوْمَ


(١) سورة المطففين: ٦. [.....]
(٢) لا سند لمقاتل فى هذا التخصيص، بأن النور نور ساقه قال فى ظلال القرآن.
«وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ» : أرض الساحة التي يتم فيها الاستعراض «بنور ربها» الذي لا نور غيره فى هذا المقام.
وقال الطبري: «وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ... » يقول- تعالى ذكره- فأضاءت الأرض بنور ربها، يقال أشرقت الشمس إذا صفت وأضاءت، وسرقت إذا طلعت، وذلك حين يبرز الرحمن لفصل القضاء بين خلقه وبنحو الذي قلنا فى ذلك قال أهل التأويل.
... قال قتادة فى قوله: «وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ... » قال أضاءت فما يتضارون فى نوره إلا كما يتضارون فى الشمس فى اليوم الصحو الذي لا دخن فيه.
وقال النيسابوري: «وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها» الظاهر أن هذا نور تجليه سبحانه وقد مر شرح هذا النور فى تفسير قوله: «اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ... » سورة النور: ٣٥.
وقال علماء البيان افتتح الآية بذكر العدل كما اختتم الآية بنفي الظلم ويقال للملك للعادل أشرقت الآفاق بنور عدلك وأضاءت الدنيا بقسطك وفى ضده أظلمت الدنيا بجوره، وأهل الظاهر من المفسرين لم يستبعدوا أن يخلق الله فى ذلك اليوم للأرض نورا مخصوصا وقيل أراد أرض الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>