للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطير يَتَنازَعُونَ فِيها يعني يتعاطون في الجنة تعطيهم الخدم بأيديهم «ري المخدوم» «١» من الأشربة فهذا التعاطي كَأْساً يعنى الخمر لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ- ٢٣- يعني لا حلف «٢» في شربهم، ولا مأثم يعني ولا كذب كفعل أهل الدنيا إذا شربوا الخمير نظيرها في الواقعة «٣» وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ لا يكبرون أبدا كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ- ٢٤- يقول كأنهم في الحسن والبياض مثل اللؤلؤ المكنون في الصدف لم تمسسه الأيدي، ولم تره الأعين، ولم يخطر على قلب بشر، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ- ٢٥- يقول إذا زار بعضهم بعضا في الجنة فيتساءلون بينهم «عما» «٤» كانوا فيه [١٧٢ أ] من الشفقة في الدنيا، فذلك قوله: «قالُوا» «٥» إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ- ٢٦- من العذاب فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا بالمغفرة وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ- ٢٧- يعني الريح الحارة في جهنم وما فيها من أنواع العذاب إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ في الدنيا نَدْعُوهُ ندعو الرب إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الصادق في قوله: الرَّحِيمُ- ٢٨- بالمؤمنين فَذَكِّرْ يا محمد أهل مكة فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ يعني برحمة ربك وهو القرآن بِكاهِنٍ يبتدع العلم من غير وحى وَلا مَجْنُونٍ- ٢٩-


(١) فى أ: «دى المختوم» ، وفى ف: «ري المختوم» .
(٢) كذلك فى أ، ف، ولعل المراد اليمين الكاذبة والحلف الباطل.
(٣) يشير إلى آيتي ١٨، ١٩ من سورة الواقعة وهما «بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ، لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ» .
(٤) فى أ: «ما» ، والأنسب: «عما» . [.....]
(٥) «قالوا» ، ساقطة من أ

<<  <  ج: ص:  >  >>