للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعنى إبليس مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ- ١٥- يعني من لهب النار صاف ليس له دخان، وإنما سمي الجان لأنه من حي من الملائكة يقال لهم الجن، «فالجن الجماعة، والجان الواحد «١» » وكان حسن خلقهما من النعم، فمن ثم قال: فَبِأَيِّ آلاءِ يعني نعماء رَبِّكُما تُكَذِّبانِ- ١٦- رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ مشرق أطول يوم في السنة وهو خمس عشرة ساعة، ومشرق أقصر يوم في السنة وهو تسع ساعات وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ- ١٧- يعني مغاربهما يعني مغرب أطول ليلة ويوم في السنة وأقصر ليلة ويوم في السنة فهما يومان في السنة، ثم جمعها فقال: « ... بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ «٢» ... » فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ- ١٨- أنها ليست من الله- تعالى- قوله مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يعني خلع البحرين ماء المالح وماء العذب خلع أحدهما على الآخر يَلْتَقِيانِ- ١٩-.

قال أبو محمد: قال أبو العباس أحمد بن يحيى: «مرج» يعني خلق.

وقال الفراء: «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ» يعني أرسلهما.

وقال أبو عبيدة مجازه مرجت الدابة أي خلعت عنقها بَيْنَهُما بَرْزَخٌ يعني حاجزا حجز الله أحدهما عن الآخر بقدرته ف لا يَبْغِيانِ- ٢٠- يعني لا يبغي أحدهما على الآخر [١٧٨ ب] فلا يختلطان ولا يتغير «طعمهما «٣» » وكان هذا من النعم، فلذلك قال: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما يعني فبأي نعماء ربكما تُكَذِّبانِ- ٢١- أنها ليست من الله- تعالى- يَخْرُجُ مِنْهُمَا من الماءين جميعا، ماء الملح وماء العذب ومن ماء السماء اللُّؤْلُؤُ الصغار وَالْمَرْجانُ- ٢٢- يعنى الدر


(١) من ف، وفى أ: «والجان جماعة والجان الواحد» .
(٢) سورة المعارج: ٤٠. [.....]
(٣) فى أ، ف: «طعمه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>