للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العظام فَبِأَيِّ آلاءِ يعني نعماء رَبِّكُما تُكَذِّبانِ- ٢٣- فهذا من النعم، قوله: وَلَهُ الْجَوارِ يعني السفن الْمُنْشَآتُ يعني المخلوقات فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ- ٢٤- يعني كالجبال يشبه السفن في البحر كالجبال في البر، «فكانت» «١» السفن من النعم، ثم قال: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ- ٢٥- يعني نعماء ربكما تكذبان، قوله: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ- ٢٦- يعني «من «٢» » على الأرض من الحيوان فان يعني هالك وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ- ٢٧- فَبِأَيِّ آلاءِ يعني نعماء رَبِّكُما تُكَذِّبانِ- ٢٨- فلما نزلت هذه الآية قلت الملائكة الذين في السماء هلك أهل الأرض العجب لهم كيف تنفعهم المعيشة حتى أنزل الله- تعالى- في القصص « ... كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ... «٣» » يعني كل شيء من الحيوان في السموات والأرض يموت إلا وجهه يقول إلا «٤» الله، فأيقنوا عند ذلك كلهم بالهلاك، قوله: يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يعني يسأل أهل الأرض الله الرزق، وتسأل الملائكة أيضا لهم الرزق والمغفرة كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ- ٢٩- وذلك أن اليهود قالت:

إن الله لا يقضى يوم السبت شيئا فأنزل الله- تعالى- «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ» يوم السبت وغيره، وشأنه أنه يحدث في خلقه ما يشاء من خلق، أو عذاب، أو شدة، أو رحمة، أو رخاء، أو رزق، أو حياة، أو موت. فمن مات محى اسمه من


(١) فى أ: «فكان» .
(٢) «من» : ساقطة من أ.
(٣) سورة القصص: ٨٨.
(٤) عرف عن مقاتل التجسيم فى مثل هذا المقام، فقد فسر «الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى» سورة طه: «بالاستواء فوق العرش، ولكن تفسيره لهذه الآية: « ... كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ... »
سورة القصص: ٨٨. بقوله إلا الله، تفسير بعيد عن التجسيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>