للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني الصحيفة وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يعني القرآن يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ من مكة وَإِيَّاكُمْ قد أخرجوا من دياركم يعني من مكة أَنْ تُؤْمِنُوا يعني بأن آمنتم بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي فلا تلقوا إليهم بالمودة تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ يعني بالصحيفة فيها النصيحة وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ يعني بما أسررتم في أنفسكم من المودة والولاية وَما أَعْلَنْتُمْ لهم من الولاية وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ يعني ومن يسر بالمودة إلى الكفار فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ- ١- يقول فقد أخطا قصد طريق الهدى، وفي حاطب نزلت هذه الآية «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... » إلى آخر الآية «١» .

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حدثنا الهذيل عن الْمُسَيِّبِ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَتْ سَارَّةُ مَوْلاةُ أَبِي عَمْرِو بن صيفي بن هاشم ابن عَبْدِ مَنَافٍ مَنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَجَهَّزُ لِفَتْحِ مَكَّةَ فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَالَكِ، يَا سَارَّةُ؟ أَمُسْلِمَةً جِئْتِ؟ قَالَتْ: لا. قَالَ: أَفَمُهَاجِرَةً جِئْتِ؟ قَالَتْ: لا.

قَالَ: فَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: كُنْتُمُ الأصل والموالي وَالْعَشِيرَةَ وَقَدْ ذَهَبَ مَوَالِيَّ، وَقَدِ احْتَجْتُ حَاجَةً شَدِيدَةً فَقَدِمْتُ عَلَيْكُمْ لِتَكْسُونِي وَتُنْفِقُوا عَلَيَّ وَتَحْمِلُونِي. فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَأَيْنَ أَنْتِ مِنْ شَبَابِ أَهْلِ مَكَّةَ- وَكَانَتِ امْرَأَةً مغنية نائحة- فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، مَا طَلَبَ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَيْئًا مُنْذُ كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ «قَالَ» «٢» فَحَثَّ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنى عبد المطلب وبنى


(١) من ف، وفى أ: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ الى آخر الآية.
(٢) «قالت» : بالأصل والصواب «قال» .

<<  <  ج: ص:  >  >>