للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَاشِمٍ فَكَسَوْهَا وَأَعْطَوْهَا نَفَقَةً وَحَمَلُوهَا، فَلَمَّا أَرَادَتِ الخروج إلى مكة أتاها حاطب ابن أبى بلتعة رجل من أهل اليمن حليف لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَجَعَلَ لَهَا جَعْلا عَلَى أن تبلغ كتابه إلى آخر الحديث.

ثم أخبر المؤمنين بعداوة كفار مكة إياهم، فقال: إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً يقول إن يظهروا عليكم وأنتم على دينكم الإسلام مفارقين لهم وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ بالقتل وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ يعني الشتم وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ- ٢- إن ظهروا عليكم يعني إن ترجعوا إلى دينهم فإن فعلتم ذلك [١٩٣ ب] لَنْ تَنْفَعَكُمْ يعني لا تغني عنكم أَرْحامُكُمْ يعني أقرباءكم وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ بالعدل وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ- ٣- به.

قوله: قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ من المؤمنين إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ من الآلهة كَفَرْنا بِكُمْ يقول تبرأنا منكم وَبَدا يعني وظهر بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ يعني تصدقوا بالله وحده إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ «١» يقول الله تبرءوا من كفار قومكم «فقد كانت» «٢» لكم أسوة حسنة في إبراهيم ومن معه من المؤمنين في البراءة من قومهم وليس لكم أسوة حسنة في الاستغفار للمشركين يقول إبراهيم لأستغفرن


(١) فى ف زيادة ليست من الآية وهي: «فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ» ، كما أن ف حذفت بقية الآية.
وفى أذكر بقية الآية فى الحاشية، وقد أصلحت الأخطاء.
(٢) فى أ، ف: «فإن كانت» ، والأنسب: «فقد كانت» .

<<  <  ج: ص:  >  >>