ثم رجع إلى مخاطبة موسى فقال: وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا يقول مالوا عن الحق وعدلوا عنه أَزاغَ اللَّهُ يعني أمال الله قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي إلى دينه من الضلالة الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ- ٥- يعني العاصين وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ يعني الذي قبلي مِنَ التَّوْراةِ «وَمُبَشِّراً «١» » بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ بالسريانية فارقليطا فَلَمَّا جاءَهُمْ عيسى بِالْبَيِّناتِ يعني بالعجائب التي كان يصنعها قالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ- ٦- الذي يصنع عيسى سحر بين، قوله: وَمَنْ أَظْلَمُ يقول فلا أحد أظلم منه يعني اليهود مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ حين زعموا أنه ساحر وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ يعني اليهود وَاللَّهُ لا يَهْدِي من الضلالة إلى دينه الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ- ٧- يعني فى علمه، قوله: يُرِيدُونَ [١٩٦ أ] لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ يعني دين الله بِأَفْواهِهِمْ يعني بألسنتهم وهم اليهود والنصارى حين كتموا أمر محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودينه في التوراة والإنجيل وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ يعني مظهر دينه وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ- ٨- يعني اليهود والنصارى، ثم قال: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ محمدا- صلى الله عليه وسلم- بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ يعني الإسلام لأن كل دين باطل غير دين الإسلام، يعني دين محمد- صلى الله عليه وسلم- لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ يعني الأديان كلها، ففعل- الله تعالى- ذلك وأظهر دين محمد- صلى الله عليه وسلم- على أهل كل دين، حين قتلهم وأذلهم فأدوا إليه الجزية مثل قوله:
(١) فى أ: «ومبشركم» ، وفى حاشية أ، الآية «ومبشرا» .