للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ يعني قد أتى على الإنسان حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً- ١- يعني به آدم لا يذكر، وذلك أن الله خلق السموات وأهلها، والأرض وما فيها من الجن قبل أن يخلق آدم- عليه السلام-، بواحد وعشرين ألف سنة وهي ثلاثة أسباع «١»

، فكانوا لا يعرفون آدم، ولا يذكرونه «وكان «٢»

» سكان الأرض من الجن زمانا ودهرا [٢١٩ أ] ثم إنهم عصوا الله- تعالى- «وضر «٣»

» بعضهم بعضا فأرسل الله عليهم قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن وإبليس فيهم، وكان اسم إبليس الحارث أرسلهم الله على الجن فطردوهم حتى أخرجوهم من الأرض إلى الظلمة خلف الحجاب وهو جبل تغيب الشمس خلفه، وفي أصله، وفيما بين ذلك الجبل وبين جبل قاف مسيرة سنة كلها ظلمة وماء قائم، ثم إن إبليس وجنده طهروا الأرض «وعبدوه «٤»

» زمانا فلما أراد الله- تعالى- أن يخلق آدم- صلى الله عليه-، أوحى إليهم أني جاعل في الأرض خليفة يعبدونني، ويطهرون لي الأرض، فردوا إلى الله قوله، وإبليس منهم: فقالوا ربنا أتجعل فيها من يفسد فيها يعني من يعصي فيها، ويسفك الدماء كفعل الجن، لا أنهم علموا الغيب: ولكن قالوا ما عرفوا عن


(١) المعنى أن ٧ ٧ ٧ ٢١
(٢) فى أ: «فكان» ، والأنسب: «وكان» .
(٣) فى أ: «وصف» ، وفى ف: «ويضرب» ، وفى ل: «وضرب» . [.....]
(٤) «وعبدوه» : كذا فى أ، ف، والضمير عائد على الله- سبحانه وتعالى-.

<<  <  ج: ص:  >  >>